نظرة عامة على الشعر العبري الحديث / بقلم أحمد شمس الدين

اختلف النقاد حول تحديد الأديب الذي تبدأ به مرحلة الأدب العبري الحديث بشكلٍ عام ، والشعر العبري الحديث بشكلٍ خاص، إلا أن بشائر هذه المرحلة ظهرت لدى الشاعر اليهوديّ الإيطاليّ " موشيه حاييم لوتزاتو רמח"ל " ( 1707 – 1746 ) في بداية القرن الثامن عشر ،
ذلك الشاعر الذي وُلِد ونشأ في ايطاليا ، وأُتيحت له فرصة تلقي التعليم اليهوديّ والعلمانيّ . وعلى الرغم من دراسته للتصوُّف اليهوديّ " القبّالاه " ، فإن لوتساتو انجذب إلى الشعر وانغمس فيه أكثر من التصوُّف ، فأبان عن عبقريته الشعريّة في مسرحياته الشعريّة "واقعة شمشون – מעשה שמשון " ،و" برج القوة- מגדל עוז " ، ثم قلّد مزامير داوود وألف على غرارها " كتاب المزامير " وضمّنه 150 مزموراً [1]، ومن أهم أعماله أيضاً " المجد للمستقيمين – לישרים תהילה "التي كتبها في أمستردام التي فر إليها هارباً بعد مطاردة الحاخامات له بسبب شطحاته الصوفيّة التي أدّت به إلى الاعتقاد في كونه مسيحاً. ولعل أهم ماساهم به لوتساتو للشعر العبريّ :
1-                إدخاله للمضمون العلمانيّ في الشعر العبريّ ، بعد أن كانت الكتابة في الشعر العبريّ الذي كُتِب حتى تلك المرحلة تتّجه نحو الشعر الدينيّ ، كماأشار إلى ذلك " أهارون بن أور " الباحث في تاريخ الأدب العبريّ ، والذي وصف لوتساتو بأنه " مُبشِّر الأدب الحديث " .   
2-                يُمثِّل انتاجه الشعريّ تمرُّداً على الأوزان العبريّة التي كُتِب بها الشعر العبريّ منذ العصر الوسيط ، والذي كان يُكتب بالبحور والأوزان العربيّة " أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي" . فبعد أن كان الشعر العبريّ يُنظَم على البحور العربية التي تعتمد على الأسباب والأوتاد ، صار يُنظَم على الأوزان التي سادت الشعر الإيطاليّ وهي أوزان تعتمد على عدد المقاطع في السطور الشعريّة .

أولاً : الشعر العبريّ في مرحلة التنوير اليهوديّ ( 1780 – 1880 م )
ثم تأتي مرحلة التنوير " هسكالاه" ، وهي المرحلة التي عبّرت عن حركة التنوير اليهودية التي ظهرت وسْط التجمُّعات اليهوديّة في أوروبا انعكاساً لحركة التنوير الأوروبية Enlightenment  ، ودعت إلى التحرُّر من سلطة الدين على المجتمع ، وإلى حرية الفكر وسيادة العقل . فحاولت هذه الحركة إخراج اليهود من عزلتهم عن المجتمعات التي عاشوا في كنفها ، ودعت إلى دمجهم في المجتمعات الأوروبية تحت شعار " كن يهوديّاً داخل بيتك وانساناً خارجه " . وكان رائد هذه الحركة هو " موشيه مندلسونמשה מנדלסון " ( 1729 – 1786 ) وظهر في ألمانيا ، حيث كان اليهود يعيشون في عزلة عن العالم ، ويتعلم أبنائهم تعليماً دينياً فقط يبدأ من " الحيدر " ثم في المدرسة الدينية " يشيفا " ، وكان يُحرِّم عليهم الحاخامات تعلم لغات أخرى ، بل حتى النظر إلى أبجدية غير عبريّة كان مُحرَّماً على اليهوديّ في تلك الفترة ، لذلك كانوا يقومون بالطقوس الدينية باللغة العبريّة التي كانت لغة مقدسة ، ويتحدّثون بالييديش في المعاملات اليوميّة . وكان من بين أهداف حركة التنوير اليهوديّة ، بعث اللغة العبريّة التي كانت آنذاك لغة ميتة كلغة حديث يومية ، وهجْر الييديش التي تُمثِّل اليهوديّ الجيتويّ ، وإعادة الاعتبار إلى المقرا ولغة أنبياء العهد القديم باعتبارها مصدراً لالهام الشعراء بدلاً من التلمود .ولهذا الهدف ترجم مندلسون العهد القديم إلى الألمانية بحروف عبريّة ليُثير حب العبرية في نفوس اليهود بالإضافة إلى اكسابهم اللغة الألمانية والتخلُّص من الييديش .
ومن خلال الشعر ، أخذ المتنورون اليهود ينشرون أفكار حركتهم ، وكان من أهم شعراء حركة التنوير في ألمانيا " نفتالي هيرتس فيزل נה"ו " ( 1752 – 1805 ) الذي يعتبره الناقد " يوسف كلاوزنر " هو مفتتح الأدب العبري الحديث ، وبخاصة عمله " أقوال السلام والحق – דברי שלום ואמת " الذي صدرت أول كراسة منه عام 1782م ، ويحتوي على رسائله إلى مختلف التجمُّعات اليهودية ، بمناسبة صدور " مرسوم التسامح – כתב הסובלנות " الذي أصدره إمبراطور النمسا "جوزيف الثاني" ويتضمّن إلغاء القيود المفروضة على اليهود ، والسماح لهم بالإقامة والتنقل والتجارة وإنشاء المدارس ، ورأى فيزل في هذا المرسوم بداية عهدٍ جديد يجب على اليهود أن ينتهزوا الفرصة ويتخلصوا من حالة الانغلاق ، وينخرطوا في مجتمعاتهم .
وفي " قصائد المجد – שירי תפארת " طبّق فيزل أفكار حركة التنوير ، فاستلهم قصة خروج  بني اسرائيل من مصر مع النبي موسى ، وكتب هذه الملحمة الشعريّة التي تقع في ستة أجزاء واستغرق صدورها أربعة عشر عاماً من 1788 حتى 1802 م ، وتدور حول حياة اليهود في مصر قبل الخروج ، ثم حياته في قصر الفرعون ، ثم قيادته لأسباط بني اسرائيل والخروج معهم إلى سيناء . ووصف فيزل النبي موسى في هذه الملحمة "بالمتنور الأول " الذي يقود شعبه نحو التنوير والثقافة [2]. هذا وقد تأثّر فيزل في هذه الملحمة بملحمة شعرية بعنوان " المسيح " ألّفها الشاعر الألماني "فريدريك كلوبشتوك " [3]. كما صدرت في تلك الفترة أول مجلة عبريّة عام 1785 م وهي مجلة " همأسيف - המאסף " التي ساهم في تحريرها " مندلسون " ، وشارك فيها العديد من المثقفين والأدباء اليهود كان أبرزهم الشاعر " يهودا ليف بن زئيف " ( 1764 – 1811 ) [4].                   
وفي جاليسيا بالنمسا ، ازدهر الشعر العبريّ وظهر شاعر عبريّ موهوب ، من أتباع حركة التنوير ، وهو الشاعر " ميئير هاليفي لتريسמאיר הלוי לטריס " ( 1800 – 1871 ) الذي ترجم من الألمانية روايات لراسين ولطائفة كبيرة من الشعراء اليهود في النمسا ، ونظم أجمل الأشعار ونشرها في مجموعات شعرية منها مجموعة " شعر-שירה " ومجموعة " ماسك قيثارة وأرغُن –תופס כינור ועוגב " التي تتضمن خيرة شعره ، وبخاصة قصيدته التي ذاع صيتها " حمامةٌ تسْجع – יונה הומייה " ، وفيها يُشبِّه اليهود بالحمامة البريئة التي طُرِدَت من عُشِّها ، فتشرّدت في بلاد الغُربة ، ولم تجد إلى الراحة سبيلاً ، فأخذت تُصلي إلى بارئها كي يعيدها إليه [5].   
وفي النمسا أيضاً ظهرت دورية عبرية في فيينا باسم " كواكب يتسحاق – כוכבי יצחק " في الأعوام من 1845 إلى 1873 ) ، واعتنت هذه الدورية عناية شديدة بالبلاغة اللغوية في الشعر [6]،وكتب فيها أدباء ذاع صيتُهُم آنذاك ، ومن أبرزهم الشاعرة العبرية الأولى " راحيل مورفوجو רחל מורפורגו " ( 1790 – 1871 ) وابن خالها الموسوعي " شموئيل دافيد لوتساتو שד"ל " ( 1800 – 1865 ) ، والاثنان من يهود إيطاليا .  
وبعد استقرار حركة التنوير اليهوديّة في النمسا وإيطاليا ، انتقل تأثيرها إلى روسيا في مطلع القرن التاسع عشر ،  فظهر هناك من حمل على عاتقه مهمة توجيه جماهير اليهود إلى تحصيل العلم والثقافة ،والخروج من العُزلة . " وأدرك مستنيرو روسيا أن غياب حركة التنوير لايتسبب في انغلاق اليهود على أنفسهم فحسب ، وإنما يعد أحد عوامل انحطاط اليهود "[7] . وقد كان الشعراء الثلاثة : " أفراهام دوف هاكوهين " أو " أدم هاكوهينאדם הכהן " ( 1794 – 1878م ) وابنه " ميخا يوسف ليفنزون " أو " ميخال מיכל " ( 1828 – 1852م ) وصديقه " يهودا ليف جوردون יל"ג " ( 1830 – 1892م ) أهم الأعلام التي حملت على عاتقها هذه المهمة .
ويعتبر" أدم هاكوهين " من أوائل شعراء الهسكالاه في روسيا ، وكان شاعراً قوي الاحساس ، عميق الفكر ، لكن كانت تنقصه الثقافة العامة لأنه عاش طوال حياته داخل إطار الحياة اليهودية التقليدية ، وذخرت أشعاره بالكثير من الفلسفة التي كانت تؤثِّر على الاحساس الشعريّ [8]. ومن أشهر قصائده : القصيدة الغنائيّة " الشفقة -החמלה " التي يشعُر فيها بتفاهة الوجود وضآلة السعادة البشريّة الموهومة وقصر مدتها ، وذلك في أسلوب مقرائيّ فصيح . وقصيدته " الفقير يُدرِك-דל מבין " التي يُبيِّن فيها أفضليّة الفقر على الغنى بابرازه مايتمتّع به الفقير من راحةٍ نفسيّة [9].      
أما ابنه " ميخال " فقد فاقه في الثقافة والإطِّلاع ، و" تلقى تعليماً دينياً ودنيوياً في آنٍ واحد ، فقد أحضر له والده معلمين في تخصصات متعددة إلى منزله ، فتعلم العبرية والألمانية والبولندية والإيطاليّة ، مماساعده على الالمام بالثقافات الأخرى [10].ومارس "ميخال " كتابة الشعر في مرحلة مبكرة من صباه ، وظل محباً للحياة والطبيعة إلى أن أُصيب بمرض السل وهو المرض الذي انتقل إليه بالوراثة عن والده ( رغم أن والده شُفي منه ) وهو في الخامسة عشر من عمره ، حيث بدأت عندئذ نغمة الغضب والفزع من الموت ، والكآبة والإحساس بعدميّة الحياة تسيطر عليه [11]. وقرأ " ميخال " بالألمانية أشعار " شيللر " الشاعر الألماني الكبير ، وعندما ذهب إلى برلين عام 1849 م بحثاً عن العلاج ، تعرّف على الباحثين العبريين المشهورين أمثال " شنئيور زاكس " و" شموئيل دافيد لوتساتو " . وقد خلّف "ميخال " ثلاثة كتب هي " أطلال طروادة –הריסות טרויה " وهي ترجمة عبرية لجزء من كتاب فرجليوس الروماني المدعو آنذاك " اينياده " ، والذي يحكي قصة حصان طروادة ، كما ترك "ميخال " ديوانين هما " أغاني ابنة صهيون – שירי בת ציון "، و " قيثارة ابنة صهيون - כינור בת ציון " [12]. ورغم قلة ماخلّفه هذا الشاعر الشاب الذي اختطفته يد المنون في أوج شبابه فإنه يُعد من رواد الشعر العبريّ والاتجاه الرومانسيّ في هذا الشعر .
وتُختتم مرحلة التنوير اليهوديّة في روسيا بالشاعر " يهودا ليف جوردون "،وهو تلميذ " أدم هاكوهين " ، وصديق ابنه "ميخال " . وعلى غرار " أدم هاكوهين " أستاذه ، اختار جوردون موضوعات شعره من التاريخ اليهوديّ ، فأصدر عام 1856م قصيدته " محبة دافيد وميخال – אהבת דוד ומיכל " وهي تقع في 12 قسماً ، وصف فيها حياة الملك داوود ، وماتخللها من حوادث ذات أهمية ، ويتجلى في هذه القصيدة أثر كل من " أدم هاكوهين " و"شيللر " في جوردون [13]. وفي الخمسينيات من القرن التاسع عشر ، كتب جوردون عدة قصائد حب تسودها الفلسفة الشاعرية ، أكثر مماتحوي احساساً ،كمانظم قصيدة على هيئة منظومات بعنوان " دافيد وبرزيلاي-דוד וברזילאי " وهي أنشودة رعاة مقفاة جميلة [14]، وتقتبس أحداثها كذلك من التاريخ اليهوديّ في العهد القديم . ولعل أهم ماكتبه " جوردون " يتمثّل في قصيدته التنويريّة الواضحة " استيقظ ياشعبي –הקיצה עמי " التي نشرها عام 1863 وضمّت شعار حركة التنوير - المذكور آنفاً – كن يهودياً داخل بيتك وانساناً خارجه " والتي وضعته في مكانة متفرِّدة في الشعر العبريّ ، حيث دعا فيها أبناء جلدته من اليهود إلى الاندماج مع الشعوب الأوروبية [15].
ثانياً : مرحلة القوميّة الصهيونيّة ( 1881 – 1948 م )
1-    المرحلة الأوروبية (1881 – 1919م ) :
مع ثمانينيات القرن التاسع عشر ، انحسرت حركة التنوير اليهودية ، وبرز التيار القوميّ الصهيونيّ في الأوساط اليهوديّة في شرق أوروبا . وقد كان ذلك نتيجةً لعوامل عدة من بينها :
‌أ.        اشتداد العداء ضد اليهود في شرق أوروبا : ففي سبعينيات القرن التاسع عشر ، أصدرت الأمبراطورية القيصرية في روسيا " قوانين مايو " التي صدرت عام 1882 م ، في أعقاب اغتيال القيصر " ألكسندر الثاني "، وبمقتضاها أصبح من المحظور على اليهوديّ أن يعيش أو يمتلك عقاراً إلا في المدن الموجودة في منطقة الاستيطان اليهوديّ  فقط [16]، إلى جانب المزيد من البنود الأخرى المُضيِّقة على حياة اليهود في روسيا . وقد وصل اضطهاد اليهود إلى ذروته مع سلسلة المذابح الجماعيّة المُوجّهة ضد تجمُّعات اليهود وأحيائهم والمسماة " بوجروميم –פוגרומים " [17].    
‌ب.   فشل حركة التنوير في تحقيق أهدافها : فقد ثبت عجز هذه الحركة عن تحقيق الآمال المرجُوَّة ، فبعد مائة عام من العمل والنشاط أصيب كثيرٌ من أولئك المتنورين بخيبة أمل  ، فنتج عن اتجاه كثير من شباب اليهود إلى سلك التعليم العلمانيّ أن كثيراً منهم اندمجوا في الشعوب الأخرى باحثين عن المثل العليا الإيجابيّة التي لم يجدوها في تجمُّعاتهم [18].  
‌ج.    التأثُّر بالتيار القوميّ الأوروبيّ : في تلك الفترة اشتد التيار القوميّ ووصل إلى ذروة نضوجه مع توحيد ألمانيا ، وثورة شعوب البلقان وسعيها للاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية ، ولذا فقد سُمِّي هذا القرن " بقرن القوميات " [19]، وكان لذلك أثره على اليهود الذين ذهبوا للبحث عن قوميتهم كحل لمسألتهم .  
وقد كان لبروز الحركة الصهيونية في تلك المرحلة أثراً على الشعر العبريّ ، فتحوّل كثيرٌ من " المتنورين" إلى " صهيونيين " ، واستخدموا الأدب كوسيلة للدعوة لفكرتهم [20]. ورأى الأدب العبريّ الصهيونيّ - بشكلٍ عام - أن الاندماج في الشعوب التي يعيش اليهود بين ظهرانيها هو السبب وراء ماأطلقوا عليه التخريب النفسيّ والماديّ الذي أصاب اليهود في أوروبا الشرقية ، ورفض الأدباء الشخصية اليهوديّة " الجيتويّة " التي كانت تُمثِّل في نظرهم رمزاً للخنوع والاستسلام [21].
ومن بين الشعراء العبريين الذين تبنّوا الفكرة الصهيونية في أشعارهم ، نجد الشاعر " نفتالي هيرتس امبير נפתלי הירץ אימבר " ( 1856 – 1909م ) ، فهذا الشاعر  الذي ولد بجاليسيا عام 1856م ، وطاف في الكثير من البلدان ، التقى في إحدى جولاته بالثري البريطانيّ الصهيونيّ غير اليهوديّ "لورانس أوليفانت " الذي كان أشد صهيونية وتطرفاً من اليهود أنفسهم ، فدعا بشدة إلى ضرورة توطين اليهود في فلسطين والاسراع في إقامة المستوطنات في أرض جلعاد التي تقع شرق الأردن . وقد رافق إمبير ذاك الثري البريطانيّ منذ لقائهما الأول ، وطاف معه العديد من البلدان بمافيها فلسطين التي وصل إليها عام 1882م وظل بها حتى عام 1887م [22].  وأهم ماساهم به إمبير للشعر العبريّ هو أنه ألّف النشيد الوطنيّ لاسرائيل " الأمل - התקווה " ، هو مايتذكّره الجمهور الاسرائيليّ لهذا الشاعر حتى الآن . ومن الطريف أن  هذا الصهيوني غير اليهوديّ المدعو " أوليفانت " قضى بقية حياته في فلسطين مستوطناً ، يُروِّج لفكرة الاستيطان اليهوديّ ، في حين هاجر مؤلف النشيد القوميّ الصهيونيّ " إمبير " إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأنه لم يطق الحياة في فلسطين [23].
وكان الشاعر "حاييم نحمان بياليك " ( 1873 – 1934 ) هو  أبرز شعراء المرحلة الصهيونية ، حتى أنّهُ لُقِّبَ "بشاعر القوميّة "( המשורר הלאומי ) ، على الرغم من كونه شاعراً غنائيّاً [24]. فيراه الناقد الاسرائيليّ الشهير " باروخ كورتسفيل " ليس فقط شاعراً قومياً ، بل هو "الشاعر القوميّ " و " الشاعر الغنائيّ" الأول الذي قام بين اليهود في العصر الحديث [25].  وتُعد قصيدته الأولى والأشهر" إلى العصفور – אל הציפור " التي نُشِرت عام 1891م ، هي خير مثال على إمكانية قراءة قصائده بوصفها غنائيات أو تعبيراً عن القومية اليهودية والاشتياق الصهيونيّ إلى فلسطين .
واستجاب بياليك للأحداث التي عصفت باليهود في أوكرانيا ، فعندما تواترت الأنباء عن مذابح كيشنيف 1903 م المُوجّهة ضد اليهود ، كتب بياليك قصيدة " عن المذبحة – על השחיטה " ، وسافر ضمن وفد لتقصي الحقائق ، فكتب قصيدته " في مدينة القتل – בעיר ההריגה ". وكانت له نشاطات صهيونية واضحة ، فزار فلسطين للمرة الأولى في صيف عام 1909م ، وطاف بأنحائها . وفي عام 1913م اشترك في المؤتمر الصهيونيّ الحادي عشر ، والتقى هناك بآحد هاعام ، رائد الصهيونية الروحية .ثم هاجر إلى فلسطين عام 1924م واندمج في العمل الإجتماعيّ العام ، كمااهتم بتطوير دار النشر "دافير " ( דביר ) [26]. ومع وصول بياليك إلى فلسطين انتقل مركز الأدب العبريّ من شرق أوروبا إلى فلسطين ، لتبدأ المرحلة الفلسطينية ( 1920 – 1948 ) .    
ويُعد الشاعر " شاؤول تشيرنيحوفسكيשאול טשירניחובסקי " ( 1875 – 1943م ) شاعر الفن الخالص أكثر من أي شاعرٍ آخر، إنه شاعر الطبيعة والحب ، فالطبيعة والحب يمتزجان في معظم قصائده . وقصائد الحب لديه تزخر بالنضارة والقوة وبهجة الحياة [27]. وتلقى هذا الشاعر تعليماً مختلفاً عن أبناء جيله وبخاصة عن بياليك . فتعلم الكثير من اللغات ، مثل : الروسية والعبرية والألمانية و الانجليزية واللاتينية واليونانية واكتسب ثقافة واسعة ، وتأثر كثيراً بالثقافة اليونانية على وجه التحديد ، وليس أدل على ذلك من قصيدته " أمام تمثال أبولو –לפני פסל אפולו " [28]. وكتب تشيرنيحوفسكي الكثير من قصائده في قوالب شعريّة نمطيّة مثل:  " البالاداه " ، وكتب في قالب من أصعب القوالب وهو "تاج السونيتات- כליל הסונטת " المُكوّن من 15 سونيتاه ، مثل قصيدته : " عن الدم- על הדם " .    
وعلى عكس بياليك ، تلقي تشيرنيحوفسكي تعليماً علمانياً أوروبياً منتظماً ، حيث درس في جامعات هايدلبرج ولوزان إلى أن أصبح طبيباً . وقد أدّت دراسته العلمانية به إلى أن يُدخل إلى الأدب العبريّ الكثير من الأشكال الشعريّة الأوروبية ، وقد اعتبره النقاد شاعراً وثنيّاً ؛ لأنه بالغ في إعلاء شأن الوثنية السابقة على الكتاب المقدس ، غير أن تقديسه للطبيعة انطلق من فلسفة وحدة الوجود أكثر من ارتكازه على الوثنية . وتغنّى تشيرنيحوفسكي بجمال الطبيعة ـ فكتب العديد من القصص والمقالات للكبار والصغار ، وترجم من الأشعار الغربية إلى العبرية[29].
ومن أهم قصائد تشيرنيحوفسكي التي تركت أثراً في الشعر العبريّ ، قصيدة " أنا أؤمن –אני מאמין " ، وهي ذات مضمون صهيوني يُعبِّر عن الأمل الصهيوني في خلق "اليهوديّ الجديد" على أرض فلسطين ، الذي يخلع عباءة اليهوديّ الجيتويّ الذي يعيش على هامش المجتمع .
2-    المرحلة الفلسطينية ( 1920 – 1948 ) :
تبدأ هذه المرحلة منذ انهيار مركز الأدب العبريّ في شرق أوروبا في أعقاب الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1918م ) والثورة الروسية . وبعد هذا الانهيار ،انتقل مركز الأدب العبريّ من أوديسا إلى برلين ، وظل هناك لعدة سنوات ، ثم انتقل إلى فلسطين [30].   
قد جاءت الهجرات اليهوديّة منذ عام 1881م إلى فلسطين حاملةً معها الكثير من الشعراء الذين وضعوا أسس الشعر العبريّ الجديد في فلسطين . ففي موجة الهجرة الأولى ( 1881 – 1903م ) لانكاد نلمح سوى شاعر واحد برز خلال تلك الموجة وهو " نفتالي هيرتس امبير " – المذكور آنفاً – والذي هاجر إليها عاثم 1882م ومكث بها لمدة خمس سنوات .
أما في الهجرة الثانية ( 1904 – 1914م ) نجد شاعرين برز انتاجهما في هذه الفترة ألا وهما " راحيل بلوفشتاين רחל בלובשטיין " ( 1890- 1931م )  ، و" دافيد شمعوني דוד שמעוני " ( 1886 – 1956م ) ، ويتميّز شعرهما بالتغني بالفرح بأرض فلسطين ، كما أثّرت الحالة الصحية ل"راحيل " - إذ كانت مصابة بمرض السل -  في شعرها إذ طغت عليه نغمة حزينة ، وتعتبر أول من كتب أشعاراً باللغة العبرية الدارجة [31]. ومن أهم قصائدها قصيدة " حديقة مغلقة – גן נעול " التي أهدتها " لزلمان شازار –זלמן שזר "- الذي صار فيما بعد الرئيس الثالث لدولة اسرائيل- اذ كانت تجمعها به علاقة عاطفية . وقصيدتها الأخيرة " موتاي – מתיי " التي عبّرت عن احساسها بالعُزلة وقُربِها من الموت .  
أما "دافيد شمعوني" فقد ابتدع أناشيد الرعاة العبرية ، فقام في تمثيليته " ليلة في الكَرم- לילה בכרם " بكتابة أول وصف حديث يُصوِّر الحياة اليهوديّة الجديدة في فلسطين [32]. ولهذا ، كان شمعوني هو أبرز شعراء العبريّة الذين كتبوا في قصيدة الايديليا אידליה " القصيدة الوصفية " ليصف عبرها الطبيعة الفلسطينية الجديدة التي واجهها المهاجرون الأوائل . ومن أهم قصائد الايديليا التي كتبها شمعوني : " يوبيل الحوذيين - יובל העגלונים " ، و " في غابة في الخضيرة – ביער בחדרה ".   
أما شعراء الهجرة الثالثة ( 1919 – 1923م ) ، فقد عبّروا عن التغييرات الإجتماعية والسياسية التي حدثت بعد الحرب العالميّة الأولى ، والثورة البُلشفية ، ودعوا إلى احداث تغييرات بعيدة المدى في بنية المجتمع اليهوديّ ،ورغبوا في إقامة مجتمع تعاوني في القرية ، و في المدينة ، ويعتبر " يتسحاق لمدانיצחק למדן " ( 1899 – 1954م ) من أبرز شعراء الهجرة الثالثة ، وخير من عبّر عن هذه التغييرات [33]. واشتُهر  لمدان بقصيدته القصصية الطويلة " ماسادا - מסדה " التي نظمها عام 1927م وتستمد عنوانها من خرافة "الحصن الأخير " الذي يُقال إن اليهود لاذوا به أثناء صراعهم مع الرومان قبل أن ينتهي الأمر بالشتات على أيدي تيتوس ، وأنهم في هذا الحصن أقنع بعضهم البعض بأنه " من الأكرم لهم أن يقتلوا أنفسهم من أن يقعوا في أيدي الرومان " وتحولت "ماسادا " إلى رمز للقوة العسكرية المُحاصرة [34].
وقد ثار شعراء موجة الهجرة الثالثة على الأسلوب الكلاسيكي الذي ميّز " بياليك " وجيله ، فآثروا استخدام الأسلوب الرمزيّ تأثُّراً بالأدب الروسيّ ، وقد برز هذا بشكلٍ واضح في أشعار " دافيد فوجل דוד פוגל " ( 1891 – 1944م ) [35]. ويُعد كل من فوجل و" أفراهام بن يتسحاقאברהם בן יצחק " ( 1883 – 1950م )  أبرز الشعراء المُجدِّدين في المرحلة الفلسطينية ، فلم يسيرا في ركاب " بياليك " وأبناء جيله، وتمرّدا – مع شعراء آخرين – على الوزن والقافية وظهر في انتاجهما الإبداعيّ " الشعر الحر-שירה חופשית " . وذلك على الرغم من قلة ماخلّف "بن يتسحاق " من قصائد بلغت 11 قصيدة فقط .
وكانت دورية " كتوفيم – כתובים " ، التي تأسّست عام 1926م هي صوت الشعراء الذين تمرّدوا على "بياليك" – في حين أسس بياليك وأتباعه مجلة "موزنايم- מאזניים "عام 1928 لتكون منبراً لهم – وكان " أفراهام شلونسكيאברהם שלונסקי " ( 1900 – 1973م ) من أبرز محرري هذه المجلة ، و يُعتبر من أبرز شعراء تلك الفترة ، بل يعتبر الكثير من نقاد الأدب العبري الحديث أن ظهور " شلونسكي" علامة رئيسة سواءً من ناحية الشكل أو المضمون بالنسبة للشعر العبريّ الحديث .
لقد أسهم شلونسكي بالكثير للشعر العبري الحديث ، ولعل من أهم مساهماته ، أن الفضل يرجع إليه في نقل القصيدة العبريّة الحديثة من القراءة الإشكنازية إلى القراءة السفارادية التي يعتبرها النقاد النطق اللغوي الصحيح ، فقد ألف شلونسكي قصائده في البداية طبقاً للقراءة الاشكنازية لكن إحساسه الشديد باللغة وصحتها وبالشعر وتراكيبه جعله يثور عليها ويرشد الطريق إلى هذه القراءة الجديدة ، وقد تبعه لفيفٌ من الشعراء منهم " ناتان ألترمان" ( 1910 – 1970م ) [36].  ومن أهم اسهاماته أيضاً ، أنه أثّر في أهم شاعرين في موجة الهجرة الرابعة ( 1924 – 1932م ) ، وهما " ناتان ألترمانנתן אלתרמן " ، و" ليئة جولدبرجלאה גולדברג " ( 1911 – 1970م ) ، وأصدر للأخيرة ديوانها الأول " خواتم الدخان –טבעות עשן " ، وأسّس معهما – ومع شعراء آخرين – جماعة " يحداف -יחדיו " في الأعوام من 1926 حتى 1939م والتي ساهمت مع مجلة " كتوفيم" في إعطاء مساحة للمتمردين على بياليك وأتباعه .  
كما شنّ "شلونسكي" هجوماً حاداً على "بياليك" ،وطالب باستخدام اللغة العبريّة الدارجة في الشعر العبريّ ، وعبّر في شعره عن يأس جيله [37].      
وكان ألترمان بحق هو أكثر المتأثرين بشلونسكي ، فتأثر بالرمزيّة الفرنسية ، وظهر ذلك بوضوح في ديوانه الأول " كواكب في الخارج- כוכבים בחוץ " عام 1938م ، ذلك الديوان الذي لاقى إعجاب كل الأجيال ،وأثّر في شعراء جيله وجيل الأربعينيات " البالماح" بأكمله .
وبرز اهتمام ألترمان بالجوانب السياسية بشكلٍ يفوق " ليئة جولدبرج "  من خلال أشعاره التي تحمل عنوان " العمود السابع- הטור השביעי "والتي كان ينشرها بشكل أسبوعيّ في صحيفة " دافار" بدءاً من عام 1943 وانتهاءً بعام 1967م [38]. ومن أهم دواوينه أيضاً " فرحة الفقراء- שמחת עניים " عام 1941م ، و" قصائد ضربات مصر- שירי מכות מצרים " عام 1944م . وترجم ألترمان العديد من المسرحيات الفرنسية والانجليزية [39].
   أما "ليئة جولدبرج" فقد انصرفت إلى الكتابة في شعر الحب والطبيعة ، وكتبت في قالب السونيتاه ، وطوّعته للتعبير عن موضوعاتها ، فلكي يُناسب القالب موضوعات شعرها ، جعلت السونيتاه تتكون من 13 سطراً شعرياً بدلاً من 14 سطر ، لكي يُناسب حساب الجُمّل الخاص بكلمة "حب –אהבה " ، وأطلقت على قالب السونيتاه שיר אהב"ה  بدلاً منשיר זה"ב .
وتأثرت بالرمزيين الروس وبخاصة بالشاعر الروسيّ " ألكسندر بلوك " .[40] وكان لها نشاطاً واسعاً في الترجمة من الروسية ، وأهم ترجماتها كانت ترجمتها من الروسية للرواية الضخمة " الحرب والسلام " لتولستوي .
وكان " أوري تسفي جرينبرج אצ"ג " ( 1896 – 1981م ) أكثر شعراء موجة الهجرة الرابعة كتابة في فن الرثاء لليهود ،الذين قُتلوا في أوروبا جرّاء النازية [41]. حتى أسماه الناقد "يوسف كلاوزنر " بشاعر التأنيب" [42]، وتأثر  بأسلوب الأنبياء في الكتاب المقدس .
ويُعد ديوانه " نبؤة أحد الفيالق –חזון אחד הלגיונות " الذي صدر عام 1928 م ، هو الانطلاقة الأولى للشعر السياسي العبريّ ، كما يرى النقاد [43].
أما جيل الأربعينيات في الشعر العبريّ ، فهو الجيل الذي حارب في صفوف"البالماح פלמ"ח " ، تلك المنظمة التي كانت هي القوة الرئيسة التي واجهت الجيوش العربية عام 1948م في الجليل الأعلى والنقب وسيناء والقدس . ولهذا سُمِّي هذا الجيل بجيل "البالماح" ، وهي التسمية التي رفضها البعض حيث أن البالماح لم يستقطب بين صفوفه جميع أدباء وشعراء هذه المرحلة [44].
واللافت في شعراء الأربعينيات أن هدفهم كان مشتركاً وعقيدتهم محددة ، وبحكم الظروف العملية فقد الفرد استقلاله الذاتيّ ، ذائباً في المجموع ، وتغلّبت الجماعيّة على صوت الفرد .[45] ولهذا ظهر في شعر هذا الجيل مايُسمى بشعر "النحن" שירת האנחנו بدلاً من شعر "الأنا" ، إذ بدأ الشعراء يكتبون قصائدهم بضمير النحن بدلاً من ضمير المتكلم . والتف جميع هؤلاء الشعراء حول دورية " مختارات الأصدقاء –ילקוט הרעים " التي صدرت في الأعوام من 1942 حتى 1946م . كماتأثر هذا الجيل إلى حد كبير بناتان ألترمان .  
ومن أبرز شعراء هذا الجيل : "أمير جلبواع אמיר גלבוע " ( 1917 – 1984م ) ، وهو أبرزهم لأنه الوحيد تقريباً من بينهم الذي اتخذ حريةً في شعره وتحرر تقريباً من أثر ألترمان عليه . واعتبره النقاد حلقة الوصل بين شعر جيل الأربعينيات من القرن العشرين وبين شعر جيل الدولة ، لأنه تعدى حدود الشعر عند ألترمان وشلونسكي [46].  ومن أهم دواوينه " قصائد في الصباح –שירים בבוקר בבוקר " الذي صدر عام 1953م .
ومن جيل الأربعينيات أيضاً ، برز الشاعر " حاييم جوريחיים גורי " ( 1923 م ) ، الذي تأثر بألترمان في مرحلة مبكرة من انتاجه الأدبيّ ، وعبّرت قصيدته " هاهي ملقاةٌ جثثنا- הנה מוטלות גופותנו " عن روح جيل الأربعينيات أو جيل حرب 1948م ، وهي الروح الجماعيّة . كما كان ديوانه الأول " أزهار النار-פרחי אש " بمثابة يوميات محارب .
وكان كلٌ من " عوزير رابينעוזר רבין " ( 1921- 1999م )، و" ناتان يوناتان נתן יונתן "( 1923- 2004م ) أيضاً من ضمن الشعراء البارزين في ذلك الجيل .          




الهوامش
[1]زين العابدين محمود أبو خضرة ، تاريخ الأدب العبري الحديث ، د.ن ، القاهرة 2002 ، صــــ 16 .
[2] المرجع الســــــــــابق ، صــــ 33 .
[3] يوسف كلاوزنر ، الموجز في تاريخ الأدب العبريّ الحديث ( 1781- 1939 ) ، مكتبة ومطبعة السروجي للطباعة والنشر ، عكا ، 1986 ، صـــ 15 . 
[4] المرجع الســـــــــــــابق ، صـــ 13- 14 . 
[5] المرجع الســـــــــــــابق ، صـــ 20 .
[6] المرجع الســـــــــــــابق ، صـــ 21 .
[7] رشاد عبد الله الشامي ، بدايات الأدب العبري الحديث : أدب حركة التنوير اليهودية ( الهسكالاه ) ، الدار الثقافية للنشر ، القاهرة 2008 ، صـــ 4 .
[8] المرجع الســـــــــــــابق ، صــــ 197 .
[9] يوسف كلاوزنر ، الموجز في تاريخ الأدب العبريّ الحديث ، صــــــ 30 – 31 .   
[10] زين العابدين محمود أبو خضرة ، تاريخ الأدب العبري الحديث ، صـــــــ 40 .
[11] رشاد عبد الله الشامي ، بدايات الأدب العبري الحديث ، صــــ 199 .
[12] المرجع الســـــــــــــابق ، صــــ 200 – 201 .
[13] يوسف كلاوزنر ، الموجز في تاريخ الأدب العبريّ الحديث ، صــــــ 39 .
[14] المرجع الســـــــــــــابق ، صــــــ 40 .
[15] زين العابدين محمود أبو خضرة ، تاريخ الأدب العبري الحديث ، صـــــــ 47 .
[16] عبد الوهاب المسيري ، الأيديولوجية الصهيونية : دراسة حالة في علم الإجتماع المعرفة ، سلسلة عالم المعرفة : 60 ، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، الكويت ، ديسمير 1982 ،  صــــ 71 .
[17] زين العابدين محمود أبو خضرة ، تاريخ الأدب العبري الحديث ، صـــــــ 85 .
[18] المرجع الســـــــــــــابق ، صـــــــ 87 .  
[19] زين العابدين محمود أبو خضرة ، تاريخ الأدب العبري الحديث ، صـــــــ 88 .
[20] رشاد عبد الله الشامي ، شاعر القومية اليهوديّة حاييم نحمان بياليك : أمير الشعراء العبريين في العصر الحديث ، الدار الثقافية للنشر ، القاهرة ، 2006 ، صــــ 6 . 
[21] المرجع الســـــــــــــابق ، صــــــ 7 – 8 .  
[22] زين العابدين محمود أبو خضرة ، تاريخ الأدب العبري الحديث ، صــــــ 134 .
[23] عبد الوهاب المسيري ، الأيديولوجية الصهيونية ، صـــــــ 108 .
[24] يوسف كلاوزنر ، الموجز في تاريخ الأدب العبريّ الحديث ، صــــــ 113 .
[25] رشاد عبد الله الشامي ، شاعر القومية اليهوديّة حاييم نحمان بياليك ، صــــــ 58 .
[26] زين العابدين محمود أبو خضرة ، تاريخ الأدب العبري الحديث ، صــــــ ـ123 – 124 .
[27] يوسف كلاوزنر ، الموجز في تاريخ الأدب العبريّ الحديث ، صــــــ  125 – 127 .
[28] אברהם שאנן , מילון הספרות החדשה העברית   והכללית , הוצאת יבנה , תל אביב , 1959, עמ' 365 .
[29] زين العابدين محمود أبو خضرة ، تاريخ الأدب العبري الحديث ، صــــــ  142 .
[30] المرجع الســـــــــــــابق ، صــــــ  162 .
[31] جمال عبد السميع الشاذلي و نجلاء رأفت سالم ، الشعر العبري الحديث : مراحله وقضاياه ، الثقافة للنشر والتوزيع ، 2012 ، صــــ16 – 17 .
[32] يوسف كلاوزنر ، الموجز في تاريخ الأدب العبريّ الحديث ، صــــــ  148 .
[33] جمال عبد السميع الشاذلي و نجلاء رأفت سالم ، الشعر العبري الحديث ، صــــ 17 .
[34] المرجع الســـــــــــــابق ، صــــ 210 – 211 .
[35] المرجع الســـــــــــــابق ، صــــ 18 .
[36] نازك ابراهيم عبد الفتاح ، عروض الشعر العبري في العصرين الوسيط والحديث ، مكتبة الشباب ، د.ت ، صــــ 88 – 89 .
[37] جمال عبد السميع الشاذلي و نجلاء رأفت سالم ، الشعر العبري الحديث ، صــــــ 18 .
[38] المرجع الســـــــــــــابق ، صــــــ 19 .
[39] زين العابدين محمود أبو خضرة ، تاريخ الأدب العبري الحديث ، صــــــ  246 .
[40] المرجع الســـــــــــــابق ، صــــــ  232 .
[41] جمال عبد السميع الشاذلي و نجلاء رأفت سالم ، الشعر العبري الحديث ، صــــــ 19 .
[42] يوسف كلاوزنر ، الموجز في تاريخ الأدب العبريّ الحديث  ، صــــــ  149 .
[43]חנן חבר ,פייטנים ובריונים : צמיחת השיר הפוליטי העברי בארץ ישראל ,הוצאת מוסד ביאליק ,ירושלים, 1994 , עמ'13 .   
[44] أحمد عمر شاهين ورضا الطويل ، تشابُك الجذور : دراسة ومختارات عن الشاعر الاسرائيليّ يهودا عميحاي ، دار شهدي للنشر ، صـــ 9 .
[45] المرجع الســـــــــــــابق ، صـــ 10 .  
[46] לב חקק , עם ארבעה משוררים : אברהם בן יצחק אמיר גלבוע נתן זך שלמה זמיר ,הוצאת עקד, 1979 , עמ' 8.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة