مراجعة لرواية "المتأخرون" للأديب الإسرائيليّ "أجور شيف"

غلاف رواية "المتأخرون" لأجور شيف
صدرت رواية "המאחרים - المتأخرون" للأديب الإسرائيليّ "אגור שיף- أجور شيف" عام 2013م عن دار نشر "عم عوفيد"، وهي الرواية الرابعة للأديب، وكان شيف قد استهلَّ عمله الروائي عام 2004م فأصدر حينها باكورة رواياته بعنوان: "הרגלים רעים - عادات سيئة" ثم صدرت له الروايات: "מה שרציתם – ما أردتم"( عام 2007م)، والرواية البوليسيّة"בחול – في الرمال" (عام 2010م).
يبلغ عدد صفحات رواية "المتأخرون" 369 صفحة، وتقع أحداث الرواية في الفترة التي تتوسط حرب يونيو 1967م وحرب لبنان الثانية 2006م، والبطل الرئيسيّ في هذه الرواية هو السيدة "ליאורה כרם - ليئورا كيريم" التي تعمل معلمة في إحدى المدارس الثانوية، ويُشارك زوجها "מיקי- ميكي" في حرب 1967م فيعود منها مصابًا بخرطوش بالمخ، وهو الحدث الذي أدَّى إلى تغيير حياته هو وزوجته رأسًا على عقب.

 تتبدّل حياة الزوجة "ليئورا"، فلم يعُد زوجها كسابق عهده؛ بل صار إنسانًا ضعيفًا، ومعدوم الشخصية يتصرَّف كالأطفال. وفي ظل هذه المأساة التي تطال الزوجة والزوج تُصوِّر الرواية زملاء ليئورا بالمدرسة وزملاء الزوج "ميكي" بالجيش، وهم في حالة فخر بميكي الذي يعتبرونه بطلًا قوميًا شارك في الانتصار الكبير على العرب في حرب يونيو. وترمز الرواية بحالة زملاء ليئورا وميكي إلى حالة الاعتداد والزهو بالنفس والنشوة بالانتصار التي طالت المجتمع الإسرائيليّ بعد حرب يونيو 67. وتمر الأيام وتفقد الزوجة "ليئورا" كل شيء فلا ترزق بأطفال من زوجها الذي صار عاجزًا عن كل شيء من جراء الخرطوش المستقر بالمخ. ويموت الزوج في العام  2006م إبان حرب لبنان الثانية، وتُحال ليئورا إلى المعاش.
فنيًا قام الكاتب ببناء شخصية روائية نامية لليئورا؛ إذ تتطوَّر الشخصية ليئورا بشكل مُدهِش، فتصير بعد موت زوجها وتقاعدها واندلاع حرب لبنان الثانية أكثر غضبًا وحنقًا وتذمُّرًا ضد النظام الحاكم في إسرائيل، حتى أنها خططت لاغتيال رئيس هيئة الأركان الإسرائيليّ بعد استفاقتها من وهم القوة العسكريّة الإسرائيلية إبان حرب لبنان الثانية، فأدركتها خيبةُ الأمل بعد فقدها لزوجها وحياتها بسبب الحروب التي لا تنتهي مع العرب.

الأديب الإسرائيليّ "أجور شيف"
ويُشير بعض النقاد إلى أن أبطال روايات الأديب "أجور شيف" منذ عمله الروائيّ الأول وحتى هذا العمل كلهم يُمرون بنفس الموقف؛ فهم جميعًا يملكون آمالًا وأحلامًا يوتوبيّة يفقدونها تدريجيًّا وسط دوامة الأحداث في الرواية إلى أن تتلاشى آمالهم وأحلامهم في ضوء الواقع الكئيب.     

تعليقات

المشاركات الشائعة